نظرة من الجانب الديني للفلسفة "الإيمان والفلسفة"

"الإيمان والفلسفة"

بسم الله الرحمن الرحيم :


  موقف الإسلام من الفلسفة :

  الدين الإسلامي لاينهض الفكر ولا يحارب التأمل وإعمال العقل في قضايا الوجود والكون وما وراء الطبيعة، بل يدعوا إليه يقينا منه أن النظر العقلي والذي ينطلق من مقدمات صحيحة وأسس منطقية يستحيل أن يتعارض مع الوحي لأن خالق الكون ومنزل الوحي واحد وهو الله تبارك وتعالى. قال الله عز وجل : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) "سورة فصلت الآية 52"

  ظهرت الفلسفة قديما واشتهرت شهرة عظيمة في بلاد اليونان، وقد كان لكل فيلسوف منهجه وطريقته في التفكير الفلسفي، وبعد أن وصلت الفتوحات الإسلامية إلى أوروبا، وفتح المسلمون بلاد الأندلس، ظهر الكثير من الفلاسفة العرب الذين أخذوا علم الفلسفة، وانكبوا على كتبهم ودراستها ومحاولة إخراج علم فلسفة يدعم الدين والأخلاقيات، ويكون ضمن منظومة العلوم الإسلامية، وقد عُرف من بين هؤلاء العلماء ابن رشد والفارابي وابن طفيل، فما هي العلاقة الحقيقة بين الدين والفلسفة ؟ 

  العلاقة بين الإيمان والفلسفة :

  وتبدو العلاقة بين الإيمان والفلسفة أو الدين والفلسفة من خلال إشتراكهما في الإهتمام بالأسئلة الوجودية المتعلقة بالحياة والموت، وما قبلهما والميعاد وما وراء الطبيعة. أي مايكون الهوية الإنسانية في كل أبعادها، وفي علاقتها بالخالق خاصة وبالغيبيات عامة.
والإنسان المسلم من المنظور الفلسفي المتزن -لا الإلحادي-، هو الذي يبني إيمانه بالتفكير بنفسه، ويفتح قاعدة الإيمان على المعارف والعلوم الإنسانية الحديثة لإعادة التصور عن الله.
أما بالنسبة للمنظور الإيماني الشرعي فإن المسلم مطالب بالتصديق اليقيتي القلبي بكل ما أخبر به الله تعالى ورسوله من أمور الغيب في القرآن والسنة، وبذلك يكون الوحي هو المصدر الأساس للمعرفة لديه، ويأتي العقل في المرتبة الثانية، وعند تعارض العقل والنقل يقدم النقل على العقل مسرشدا بقوله تعالى: (وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) "سورة الإسراء الآية 85"

 فالحاصل أن علم الفلسفة يجب ألا يتخالف مع ما جاءت به السنة النبوية والقرآن، وبذالك يكون من العلوم الدنيوية التي لا تتعارض مع الدين الإسلامي.